أحد المرتزقة الذي تطوع سابقاً مع الجنود الأميركيين، وحارب أيضاً مع
الثوار الليبيين، يقوم الآن بإنتاج برنامج وثائقي سعياً لحملة دعائية للهجوم على
سوريا، مستلهماً من فلم "كوني 2012" الذي انتشر على نطاق واسع ونال
انتقاداً واسع الانتشار للعبه دوراً في
استخدام تقنيات عبثية لتشحيم مكابح العدوان
العسكري الأميركي على افريقيا.
الأميركي
"ماثيو فان دايك" البالغ من العمر 33 عاماً، هو صانع أفلام ومراسل حربي
تطوع مع الجيش الأميركي في حرب العراق. وفي عام 2011 سافر فان دايك الى ليبيا
ليحارب مع مرتزقة الناتو الذين يعتبر أغلبهم تابعين لفصيلة (مجموعة القتال الإسلامية
الليبية) وهي فرع من القاعدة المسؤولة عن مقتل الجنود الأميركيين في العراق.
وتم فيما بعد أسر فان دايك من قبل النظام في ليبيا لمدة ستة أشهر، ولكنه
تمكن من الهرب ومساعدة الثوار في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي وتحويل ليبيا التي
كانت سابقاً أغنى الدول في أفريقيا الى دولة ناتو مشوشة تدار من قبل عصابات مذهبية
"لا يمكن التحكم بها" سجنوا، عذبوا وقتلوا ألاف الليبيين السود.
بالرغم من مساعدته المباشرة ودعمه لمنظمة (مجموعة القتال الإسلامية الليبية) وهي مجموعة مدرجة
على أنها منظمة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية، فإن فان دايك لم يواجه
أي عقوبة قانونية من الحكومة الأميركية.
مع أن عدداً من إرهابيي القاعدة الذين قاتلوا في ليبيا والعراق قد أتوا الآن
إلى سوريا لدعم النزاع المسلح ضد الرئيس بشار الأسد، فقد صرّح فان دايك بأنه ينوي
السفر الى سوريا "للانضمام الى الثوار في الجبهة" وتصوير وثائقي كجزء من
"حملة العلاقات العامة" لجمع "كم هائل من الدعاية" في توفير
الدعم للإطاحة بالنظام السوري.
على الرغم من واقع أنه
منتقد بشكل عنيف باعتباره عمل دعائي مثير للشبهة استخدم الكذب والتلاعب العاطفي لإقناع
المشاهدين، فإن فان دايك لم يستح باقتباس
فلم "كوني 2012" باعتباره استلهاماً، مع العلم بأن الفلم سيتم إنتاجه وإطلاقه
بنفس الطريقة.
فان دايك يطلب
تبرعات لتمويل مشروعه، فيما يقوم أيضاً بالتواصل مع الناس على موقع تويتر للتبرع بارسال
"2 مقاتل ليبي الى سوريا" !! وهو يحاول جمع ما لا يقل عن 19500 دولار
ولكن يضيف بأن مبلغ 100000 دولار "سيسمح باقامة حملة دعائية ضخمة
للفلم"!
تماماً مثل فلم
"كوني 2012"، يعمل فان دايك على استخدام التلاعب العاطفي السعيد
لاستقطاب المشاهدين. وعلى الرغم من واقع أن الثوار قد ارتكبوا مجازر وقصف وقاموا أيضا
بإعدامات بحق مؤيدين للرئيس الأسد، فإن فان دايك يسعى لتصويرهم بشكل "إنساني
جداً، مؤثر ومميز".
أخر المفارقات التي
تدعوا للسخرية لما يقوم به فان دايك من الحث على مساعدة الثوار السوريين، هي واقع
أن صديقه الصحفي "جون كانتلي" قد تم أسره حديثاً من قبل ما يسمى
"الثوار السوريون" الذين أخبروه بمخططهم بجلب قانون الشريعة الى
السوريين. في الواقع، تم وصف هؤلاء الرجال "بالجهاديين الأجانب" حيث
يتكلم أكثرهم بلهجة انكليزية وهم من بريطانيا، باكستان وبنغلادش.
ومن مدعاة السحرية
أيضاً أن فان دايك يعتبر نفسه "مسيحياً"، ومع هذا فهو يجمع التبرعات
لتمويل وثائقي داعم للثوار السوريين الذين قد نهبوا العديد من الكنائس المسيحية.
وعلى الرغم من
التأسيس الضخم للحملة الإعلامية للعلاقات العامة التي تلمّح بأن زوال الأسد هو قاب
قوسين أو أدنى، فإن المسلحين يفشلون في انجاز تقدم ملحوظ أمام الجيش العربي السوري
في المدن الكبرى. وهذا من المفترض أنه السبب باستدعاء خليط صناعي عسكري او
"مرتزقة" مثل فان دايك لإطلاق حملة دعائية عدائية تسعى الى تبرير تدخل
الناتو.
وفيما تقوم شركة
"راند" للأبحاث والتنمية الآن بإعلان
وجود عناصر مقاتلة من القاعدة وضعت هناك في المقام الأول من قبل قوى الناتو كمبرر
للتدخل، فإن دور فان دايك سيكون بتصنيف الثوار السوريين كمقاتلين من أجل الحرية
والديمقراطية، في حين أنه في الواقع يصنفون بأنهم انتهازيين ومقاتلين أجانب يقومون
بمزايدات حلف شمال الأطلسي في إسقاط سوريا باعتباره المرحلة التالية من
"الربيع العربي" المرسوم.
المقالة الأصلية باللغة الانكليزية على موقع infowars.com
ترجمة: JaNo (NAS-E)
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.